تلتبس بإذا الزمانية، وأما إذا أعملتها فالعمل يميزها عنها.
وتجويز الفصل بينها وبين منصوبها بالقسم والدعاء والنداء، يقوي كونها غير ناصبة بنفسها، كأن، ولن، إذ لا يفصل بين الحرف ومعموله بما ليس من معموله 1.
وأما قولهم في الشرط: إن زيدا تضرب، فهو عند البصريين بفعل مقدر، كما يجئ بعد، وأما قوله:
633 - فلا تلحني فيها فإن بحبها * أخاك مصاب القلب جم بلابله 2 فلقوة شبه (إن) بالفعل.
هذا، ومذهب سيبويه، ورواه عن الخليل 3: أنها حرف ناصبة بنفسها قال سيبويه:
ويروى عن الخليل أن انتصاب الفعل بعدها بأن مقدرة، وضعفه سيبويه بأنه، لو كان (أن) مقدرا، لجاز تقديره في: زيد (إذن) أكرمه، كما جاز في: إذن أكرم زيدا،.
إذ المعنى لا يتغير، ويمكن توجيه هذا القول على ما ذكرنا.
وقال بعض الكوفيين: إنه اسم منون، ويروى، أيضا عن الخليل، أن أصله إذ أن.
فركبا، كما قال في (لن) أصله: لا أن، ووجهه أن يقال: تغير المعنى بتغير اللفظ، فلم يلزم الفعل بعدها، وجاز أن يليها الحال، وإنما قلنا قبل: إن النصب مع حصول الشرائط أفصح، لأن سيبويه قال 4: (وزعم عيسى بن عمر 5 أن ناسا من العرب يقولون: إذن أفعل ذلك في الجواب بالرفع، فأخبرت يونس 6 بذلك فقال: لا يتعذر ذا، ولم يكن يروي غير ما سمع)، هذا كلام سيبويه.
،