مستقلة على جملة مستقلة، فمن حيث كون (إذن) في أول جملة مستقلة، هو مصدر، فيجوز انتصاب الفعل بعده، ومن حيث كون ما بعد العاطف من تمام ما قبله بسبب ربط حرف العطف بعض الكلام ببعض، هو متوسط، وارتفاع الفعل بعد العاطف أكثر ولهذا لم يقرأ: (وإذن لا يلبثوا...) 1 إلا في الشاذ، لأنه غير متصدر في الظاهر ثم اعلم أن الفعل المنصوب المقدر بالمصدر 2، مبتدأ خبره محذوف وجوبا فمعنى، إذن أكرمك: إذن إكرامك حاصل، أو واجب، وإنما وجب حذف خبر المبتدأ لأن الفعل، لما التزم فيه حذف (أن) التي بسببها تهيا أن يصلح للابتدائية، لم يظهر فيه معنى الابتداء حق الظهور، فلو أبرز الخبر لكان كأنه أخبر عن الفعل، وكذا القول في المنصوب بعد الفاء، على ما يجئ.
وأما قولهم 3 تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فشاذ.
وإنما ارتكب ادعاء أن (إذن) زمانية محذوفة الجملة المضاف إليها، لظهور معنى الزمان فيها في جميع استعمالاتها، كما في (إذ)، فإن معنى إن جئتني إذن أكرمك، في وقت المجئ إكرامك، وكذا: لو زرتني إذن أكرمتك، ولا سيما في قوله تعالى:
(فعلتها إذن وأنا من الضالين 4)، وقولهم: إذن أظنك كاذبا، بالرفع، فإنها متمحضة للزمان ولا شرطية فيها، وقلب نونها ألفا في الوقف 5 يرجح الاسمية فيها.
ونقل عن المازني أنه كان لا يرى الوقف عليها بالألف، لكونها حرفا كان ، وأجاز المبرد الوجهين، وقال الفراء: إذا أعملتها فاكتبها بالألف وإذا ألغيتها بالنون، لئلا .