شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ٤٧٠
ما رأيت مثل عين زيد في حسن الكحل فيها زائدة عليها في حسن الكحل فيها، وكيف يكون مثل الشئ في الوصف زائدا عليه في ذلك الوصف في حالة واحدة؟ وإنما استغنيت في هذه العبارة عما بعد المرفوع، لدلالة قولك كعين زيد، عليه، لأن معناه، كما قلنا، ان كل عين دونها في حسن الكحل فيها، وهذا هو المستفاد بعينه من قولك... أحسن فيها الكحل منه في عين زيد، وقوله:
613 - (كوادي السباع حين يظلم واديا 1)، انتصاب واديا على أنه مفعول لأرى، وقوله: كوادي السباع حال منه، لأن صفة النكرة إذا تقدمت عليها، انتصبت على الحالية، ويجوز أن يكون عطف بيان لقوله كوادي السباع، والكاف اسمية، ويجوز أن يكون تمييزا كقولك: عندي مثل زيد رجلا، ويجوز أن يكون موصوفا بأقل، بدلا من: كوادي السباع كما كان: أحسن في عينه الكحل، بدلا من: كعين زيد، والتقدير: أقل به ركب، منهم بوادي السباع، وأخوف به ركب منهم بوادي السباع، قوله: ولا أرى، الواو اعتراضية، قوله: حين يظلم، ظرف لمعنى الكاف، أي: واديا يشبه وادي السباع وقت إظلامه، و (ما) في قوله: ما وقى الله، مصدرية على حذف مضاف أي وقت وقاية الله للسارين، وهو ظرف لأخوف، وهو بمعنى المفعول مثل أشهر وأحمد، وقوله: تئية، أي: تثبتا وتوقفا، وهو تفعلة من تركيب:
أيا، كحيا، يقال: تأيا 2، أي تثبت، وهو منصوب على التمييز من (أقل) كما في

(1) أما شرح البيتين فقد وفاه الشارح، وهما مذكوران في المتن، وهما من شعر سحيم بن وثيل الرياحي، قالوا:
إنه مر بامرأة في أحد الوديان فراودها فقالت إن لم تكف دعوت لك سباع هذا الوادي فقال لها أو تسمعك السباع فرفعت صوتها قائلة: يا أسد، يا فهد، وغير ذلك من أسماء السباع فما هي إلا لحظات حتى أقبل فتيان يقولون: ما شأنك يا أماه فقالت لهم: هذا ضيفكم فأكرموه ولم تذكر لهم ما حدث سترا على نفسها، فقال سحيم: ما أرى هذا الوادي إلا وادي السباع، فعرف الوادي بذلك، والبيتان في سيبويه ج 1 ص 233 (2) هذه مادة أخرى على وزن تفعل، أما المصدر المذكور في الشعر ففعله أيا كما قال أولا،
(٤٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 461 462 463 464 465 466 467 468 469 470 471 » »»
الفهرست