شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٣
كلبات بفتح العين، ولا يقاس عليه غيره نحو: ضخمات، وصعبات، خلافا لقطرب 1، ويجوز إسكان ما استحق الفتح من عين فعلات للضرورة، قال ذو الرمة:
575 - أبت ذكر عودن أحشاء قلبه * خفوقا ورفضات الهوى في المفاصل 2 وجاء في المعتل اللام نحو: أخوات وجديات 3: تسكين عينهما، وقد يقاس عليهما قصدا للتخفيف، لأجل الثقل الحاصل من اعتلال اللام، ويجوز أيضا في القياس أن يقال: نسوة كلبات، اعتبارا للصفة العارضة كما تقول: صعبات بفتح العين إذا سميت بصعبة، وأهل، في الأصل: اسم دخله معنى الوصف فقيل في جمعة أهلون وأدخلوا التاء فيه فقالوا أهلة، قال:
576 - وأهلة ود قد تبريت ودهم * وأبليتهم في الحمد جهدي ونائلي 4 أي: وجماعة مستأهلة للود، قال:
577 - فهم أهلات حول قيس بن عاصم * إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا 5

(1) محمد بن المستنير الملقب بقطرب أحد الملازمين لسيبويه وهو الذي لقبه بقطرب وتقدم ذكره في هذا الجزء، (2) من قصيدة غزلية لذي الرمة وقبله:
إذا قلت ودع وصل خرقاء واجتنب * زيارتها تخلق حبال الوسائل (3) جديات: الجدية كيس يحشى، بمثل القطن ويوضع تحت دفتي السرج أو الرجل، (4) من شعر أبي الطمحان القيني، ومعنى تبريت ودهم: تعرضت له وبذلت فيه طاقتي، ومن المستجاد في شعر أبي الطمحان قوله:
وأني من القوم الذين هم هم * إذا مات منهم سيد قام صاحبه أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم * دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه (5) من قصيدة للمخبل السعدي يذكر فيها بغضه للعيش الذي أدي به إلى أن يرى غيره من العظمة بحيث يحج الناس إليه ويعظمونه وفيها يقول:
ألم تعلمي يا أم عمرة أنني * تخاطأني ريب الزمان لأكبرا يريد بقوله تخاطئني: أنه غفلت عنه أحداث الزمان وأخطئته حتى كبر، وقوله: يدعون كوثرا، الكوثر:
الجواد الكثير العطاء، وقال بعضهم ان كلمة كوثر كانت شعارا لهم يتنادون بها في الليل وفي الحرب،
(٣٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 388 389 390 391 392 393 394 395 396 397 398 ... » »»
الفهرست