إلى الأمكنة أو جثث 1 غيرها، فهو للمكان نحو: بين الدار، وبين زيد وعمرو، وان أضيف إلى الأزمنة فهو للزمان، نحو: بين يومي الجمعة والأحد، وكذا ان أضيف إلى الأحداث، نحو: بين قيام زيد وقعوده، الا أن يراد به مجازا: المكان، نحو قولك:
زيد بين الخوف والرجاء، استعرت لما بين الحدثين مكانا، فلهذا وقع (بين) خبرا عن الجثة، فبينما، المضاف تقديرا إلى زمان محذوف، وظاهرا إلى جملة مقدرة بحدث، لابد أن يكون بمعنى الزمان، فلهذا جاز إضافته إلى الجمل، وكل ما قلناه في (بينما) يطرد في (كلما)، من مجيئ (ما) الكافة، لتكفه عن طلب مضاف إليه مفرد، ومن تقدير زمان مضاف إلى الجمل، فكلما، إذن، زمان مضاف إلى الجملة، لأن كلا، وبعضا، من جنس ما يضافان إليه، زمانا كان أو مكانا أو غيرهما، ولما 2 في (كلما) من معنى العموم والاستغراق، الذي يكون في كلمات الشرط، نحو: من، وما، ومتى، شابهها أكثر من مشابهة (بينما) فلم يدخل إلا على الفعلية بخلاف بينا وبينما، ولهذا جاز، أيضا، وقوع الماضي بعد (كلما) بمعنى المستقبل، لكنه ليس ذلك بحتم في كل ماض، كما كان في كلمات الشرط المتضمنة لمعنى (ان)، وكذلك كل ماض وقع بعد (حيث)، احتمل الماضي والمستقبل، للعموم الذي فيه، ككلمات الشرط، ففيه وفي (كلما) رائحة الشرط، وأما (حيثما)، فهي كلمة شرط تجزم وتقلب الماضي مستقبلا، كمن، وما، ومتى، فالعامل في: كلما، وحيث، ما هو في محل الجزاء، لا الذي في محل الشرط، كما في (إذا)، لأنهما في الأغلب، يستعملان في الفعل المقطوع بوقوعه نحو: كلما طلعت