في وقوعه، كما في حقنا، أو لم يشك كالواقعة في كلامه تعالى، وقد تستعمل (ان) الشرطية في الماضي على أحد ثلاثة أوجه، اما على أن يجوز المتكلم وقوع الجزاء، ولا وقوعه 1 فيه، كقوله تعالى: (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت)، 2 وإما على القطع بعدمه فيه، وذلك المعنى الموضوع له (لو)، كقوله تعالى: (إن كنت قلته فقد علمته) 3، وإما على القطع بوجوده نحو: زيد وإن كان غنيا لكنه بخيل، وأنت، وإن أعطيت جاها: لئيم، واستعمالها في الماضي على خلاف وضعها ولا تستعمل فيه، في الأغلب، إلا وشرطها (كان) لما يأتي في الجوازم، وقد تستعمل (لو) في المستقبل بمعنى (ان)، وقد تكون، أيضا للاستمرار كما ذكرنا في (إذا)، قال عليه الصلاة والسلام: (لو أن لابن آدم واديين من ذهب، لابتغى إليهما ثالثا)، فنقول: 4 لما كان (إذا) موضوعا للأمر المقطوع بوجوه، في اعتقاد المتكلم، في المستقبل، لم يكن للمفروض وجوده، لتنافي القطع والفرض في الظاهر، فلم يكن فيه معنى (ان) الشرطية، لأن الشرط، كما بينا، هو المفروض وجوده، لكنه لما كان ينكشف لنا الحال كثيرا في الأمور التي نتوقعها قاطعين بوقوعها، على خلاف 5 ما نتوقعه، جوزوا تضمين.
(إذا) معنى (إن)، كما في (متى) وسائر الأسماء الجوازم، فيقول القائل: إذا جئتني فأنت مكرم، شاكا في مجيئ المخاطب غير مرجح وجوده على عدمه، بمعنى: متى جئتني: سواء، لكن اضمار (ان) قبل (متى) وسائر الأسماء الجوازم، على ما هو مذهب سيبويه في أسماء الشرط، صار بعد العروض، عريقا ثابتا، إذ لم توضع في الأصل لزمان يقطع