شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ١٩٣
وإذا جاء (إذا) بعد (حتى) كقوله تعالى: (حتى إذا هلك قلتم 1...)، فهو باق على ما كان عليه من طلب الجملتين، منتصب بأخراهما، كما مر، وحتى، تكون معها حرف ابتداء، إذ ليس معنى كونها حرف ابتداء: أنه يقع المبتدأ بعدها، فقط، بل معناه أنه يستأنف بعدها الكلام، سواء كانت الجملة اسمية أو فعلية، كقوله تعالى:
(حتى يقول الرسول) 2، بالرفع، وتقول: سرت حتى يكل الناس 3، وقال بعضهم: يجوز أن يتجرد، بعد حتى، عن الشرطية، وينجر بحتى ولعله حمله عليه قوله:
495 - حتى إذا أسلكوهم في قتائدة * شلا كما تطرد الجمالة الشردا 4 وهذا البيت آخر القصيدة، ويجوز أن يقال: ان جوابه مقدر، محافظة على أغلب أحوالها، وقال الميداني: 5 (إذا) فيه زائدة، ولنا عن ارتكاب زيادته مندوحة إذ حذف الجزاء لتفخيم الأمر: غير عزيز الوجود، كما في قوله: (إذا السماء انشقت) 6، أي تكون أمور لا يقدر على وصفها، وعن بعضهم أن (إذا) الزمانية تقع اسما صريحا في نحو: إذا يقوم زيد، إذا يقعد

(1) الآية 34 سورة غافر (2) من الآية 214 سورة البقرة، (3) هذا كقول امرئ القيس:
سريت بهم حتى تكل مطيهم * وحتى الجياد ما يقدن بأرسان (4) قول الشارح ان البيت آخر القصيدة ترجيح لتجرد إذا عن الشرطية، واستدرك عليه بأنه لا بأس من تقدير الجواب كما قال: والبيت آخر أبيات لعبد مناف بن ربع من بني هذيل، يصف وقعة سميت بيوم أنف، واسلكوهم أي ادخلوهم وروى سلكوهم، وقتائدة اسم ثنية في مكان المعركة، والجمالة: الذين يرعون الجمال، والشرد جمع شرود، (5) الميداني هو أحمد بن محمد بن أحمد الميداني النيسابوري، صاحب مجمع الأمثال، وله مصنفات في النحو والصرف توفي سنة 518 ه، وله ابن اسمه سعيد، اشتهر أيضا بالميداني، (6) أول سورة الانشقاق،
(١٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 ... » »»
الفهرست