شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٣ - الصفحة ١٠٤
شيئان أو أشياء إلا إذا كانا مشتركين في ذلك الشئ أو الشيئين أو الأشياء، نحو قولك:
بيننا قرابتان، أي مشترك فيهما، فلو فسرنا قوله: شتان ما بين اليزيدين، بمعنى افترق الحالان اللتان بين اليزيدين، وهما: البخل والجود، لكانت كل واحدة من الخصلتين مشتركا فيها، وهو ضد المقصود، فنقول: إنما جاز: شتان ما بينهما، على أن شتان بمعنى: بعد، لأنه لا يستلزم فاعلين فصاعدا، و (ما) كناية عن البون أو المسافة، أي: بعد ما بينهما من المسافة أو البون، ويجوز أن تكون (ما) زائدة، كما كانت من دون (بين)، وشتان بمعنى بعد ويكون (بين) فاعل شتان، كما هو مذهب الأخفش في قوله تعالى: (لقد تقطع بينكم 1)، قال: بينكم مسند إليه، لكنه لم يرتفع، استنكارا لإخراجه عن النصب المستمر له في أغلب استعماله، ومثله قوله تعالى: (ومنا دون ذلك 2)، وقولهم: لي فوق الخماسي ودون السداسي، 3 وقال الزجاج 4: بني شتان على الفتح، لأنه مصدر لا نظير له، وورود (ليان) 5 يكذبه، ومنها: سرعان، ووشكان، مثلثي الفاء، بمعنى: سرع وقرب، مع تعجب، أي ما أسرع وما أقرب، ومنها: بطآن، بضم الباء وفتحها، أي بطؤ، ووجه فتح شتان وما بعدها: ما مر في:
هيهات،

(1) من الآية 94 في سورة الأنعام، وفي المطبوعة الأولى: يفصل بينكم، وهو جزء من الآية 3 في سورة الممتحنة ولا يصلح للتمثيل، فهو تحريف بدون ريب، (2) من الآية 11 في سورة الجن، (3) الخماسي أو السداسي: ثوب طوله: خمس أو ست أذرع وتقدم ذكره في باب الاستثناء، (4) إبراهيم بن السري الزجاج من أشهر نحاة البصرة وتكرر ذكره والنقل عنه في هذا الشرح، (5) مصدر لوى بمعنى ما طل في أداء الحق،
(١٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 ... » »»
الفهرست