[463] - 104 - وقال أيضا:
وكانت النساء مدة مقامهن بدمشق ينحن عليه بشجو وأنة ويندبن بعويل ورنة ومصاب الأسرى عظم خطبه والأسى لكم الثكلى عال طبه، وأسكن في مساكن لا تقيهن من حر ولا برد حتى تقشرت الجلود وسال الصديد بعدكن الخدور وظل الستور، والصبر ظاعن والجزع مقيم والحزن لهن نديم (1).
[464] - 105 - قال المحدث القمي:
وفي كامل البهائي نقلا من كتاب الحاوية أن نساء أهل بيت النبوة أخفين على الأطفال شهادة آبائهم ويقلن لهم إن آباءكم قد سافروا إلى كذا وكذا، وكان الحال على ذلك المنوال حتى أمر يزيد بأن يدخلن داره، وكان للحسين (عليه السلام) بنت صغيرة لها أربع سنين قامت ليلة من منامها وقالت: أين أبي الحسين (عليه السلام) فإني رأيته الساعة في المنام مضطربا شديدا، فلما سمع النسوة ذلك بكين وبكى معهن سائر الأطفال وارتفع العويل، فانتبه يزيد من نومه وقال: ما الخبر؟ ففحصوا عن الواقعة وقصوها عليه، فأمر بأن يذهبوا برأس أبيها إليها، فأتوا بالرأس الشريف وجعلوه في حجرها، فقالت: ما هذا؟ قالوا: رأس أبيك. ففزعت الصبية وصاحت فمرضت وتوفيت في أيامها بالشام.
وروى هذا الخبر في بعض التأليفات بوجه أبسط وفيه: فجاؤوا بالرأس الشريف إليها مغطى بمنديل دبيقي، فوضع بين يديها وكشف الغطاء عنها، فقالت: ما هذا الرأس؟ قالوا: إنه رأس أبيك. فرفعته من الطست، حاضنة له وهي تقول: يا أبتاه من ذا الذي خضبك بدمائك، يا أبتاه من ذا الذي قطع وريديك، يا أبتاه من ذا الذي أيتمني على صغر سني، يا أبتاه من بقي بعدك نرجوه، يا أبتاه من لليتيمة حتى تكبر - وذكر لها من هذه الكلمات إلى أن قال: - ثم إنها وضعت فمها على فمه الشريف