اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس - الصفحة ١٦١
وننادي يا لثارات الحسين عليه السلام ولا نلاقي عدو الله ورسوله. فقال سليمان: من أراد منكم يصير إلى الموت ويكره الحياة وإلا ينصرف حيث شاء فإن غرضي أن ألقى مولاي الحسين عليه السلام وهو عنى راض قال فعند ذلك قال أصحابه كلهم ما لنا في الدنيا من حاجة ولا نطلب إلا رضاء الله ورسوله وأهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم وها نحن بين يديك ثم إنهم باتوا تلك الليلة وقد رغبت نفوسهم في القتل.
فلما أصبحوا استووا على ظهور خيولهم ولا يزالون مقبلين غير مدبرين على هذا الامر سبعة أيام فلما كان في اليوم الثامن أصبح سليمان (ره) وقد بقى من أصحابه سبعة وعشرون رجلا وقد أثخنوا بالجراح، وحجزوا عن القتال وفى جسد كل واحد منهم مائة طعنة ومائة ضربة وسهام نافذة وقد أحصى سليمان ما وصل إلى جسده مائة وعشرين طعنة وضربة غير السهام فعند ذلك عبروا الفرات وقطعوا الجسر ونزلوا عن خيولهم وهم لا يطيقون الكلام ولا يستطيعون النهوض من التعب وكثرة الجراح وثقل الحديد وخيولهم قريبة الهلاك من الجوع وكثرة العطش وكثرة الطرد فاضطجعوا على ظهورهم وهم يتلون القران ويكبرون الله ويصلون على محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
قال فعند ذلك قالوا أيها الأمير أنت تعلم ما كنا
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست