موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٢ - الصفحة ٧٥
وفي هذا الحديث دلالة أخرى على أنهم (عليهم السلام) يرون أن جميع الناس سواسية في الحقوق العامة، ما عدا حق الولاية على الخلق التي فرضها الله لهم، فإنه ليس لغيرهم أن يدعيها لنفسه، وما عدا حق الطاعة لله تعالى، ما عدا هذا فالكل عبيد الله، يجمعهم أب واحد وأم واحدة، ورب واحد.
10 - وقال إبراهيم بن العباس الصولي كما جاء في (عيون الأخبار): سمعت علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: حلفت بالعتق، ولا أحلف بالعتق إلا أعتقت رقبة، وأعتقت بعدها جميع ما أملك، إن كان يرى (1) أنه خير من هذا - وأومأ إلى عبد أسود من غلمانه - بقرابتي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلا أن يكون لي عمل صالح، فأكون أفضل منه (2).
وبهذا المعنى يحدد لنا الإمام (عليه السلام) الخلق الإسلامي الأصيل في الحفاظ على كرامة الإنسان، وإلغاء الامتيازات الطبقية، فيما عدا العمل الصالح، فهو (عليه السلام) لا يرى أن قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) تعطيه امتيازا على العبد الأسود، ما لم يقترن بتلك القرابة عمل صالح يكون به الفضل والامتياز.
11 - وعن البزنطي، قال: بعث إلي الرضا (عليه السلام) بحمار له، فجئت إلى صريا (3)

(١) اي إن كنت أرى، وهكذا قاله (عليه السلام) فغيره الراوي فرواه على الغيبة، لئلا يتوهم تعلق حكم الحلف بنفسه، بحار الأنوار ٤٩: ٩٦.
(٢) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ٢: ٢٣٧ / ١١، بحار الأنوار ٤٩: ٩٥ / ٩، حلية الأبرار ٢: ٣٦٧.
(٣) صريا: قرية على ثلاثة أميال من المدينة، أسسها موسى بن جعفر (عليه السلام)، المناقب 4: 382.
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست