لكثير عرفته حين أخفى * عنك بيع النوى وما في الفؤاد وقضى تائها كما قلت عنه * عن ولاء الأئمة الأمجاد نم زيد عليك عند هشام * بعد تكليم مدية وجماد سلمت نخلة عليك تسليمها * بالولا برغم المعادي ظن أن الصلاح فيما رآه * وهو لا شك كان عين الفساد وابتغى ما ورثته من متاع * عن أبيك النبي والأجداد وبإشخاصك البريد إليه * من بلاد النبي خير البلاد قصد الرجس خفض قدرك لكن * كان بالخفض رفعه في ازدياد وابتغى منك أن تناضل با * لنبل امتحانا مشايخ الإلحاد فأصبت السداد بالرمي و * القوم عدوا بالسداد نهج السداد وجعلت السهام فيه عقودا * كعقود المثقف المياد والنصارى هديتهم بعد ما * ضلوا بقسيسهم عن الإرشاد يوم أوردته مناهل علم * فاز منها المسيح بالإيراد وهشام لما رآه مقرا * لك بالفضل بين ذاك السواد خاف ميل السواد عند انتشا * ر الأمر فيهم وسرعة الانقياد فقضى بالسرى وأرسل في الحال * بريدا لكل قار وباد فأتى مدين البريد وأبدى * أنك اخترت مذهب الإلحاد فأبت مدين نزولك فيها * ولك البيع من متاع وزاد وعلى طودها مقام شعيب * وكما كان فيه كنت المنادي ما علمتم بقية الله خير * فرعاها من كان في كل ناد وإلى مدين أخاهم شعيبا * حين تتلو روعت أهل البلاد وبخيط حركته فيه مادت * يثرب عند غيها والتمادي لك مادت كما لجدتك الز * هراء مادت قدما بأهل العناد
(٤٩٥)