عنهم حتى إذا أمنوا مكر الله، وأمنوا عذابه، وظنوا أنهم قد استقروا صيح فيهم صيحة لم يكن لهم مناد يسمعهم ولا يجمعهم، وذلك قول الله:
(حتى إذا أخذت الأرض زخرفها) إلى قوله: ﴿لقوم يتفكرون﴾ (1) ألا إنه ليس أحد من الظلمة إلا ولهم بقيا (2) إلا آل فلان، فإنهم لا بقيا لهم.
قال: جعلت فداك أليس لهم بقيا؟
قال: بلى ولكنهم يصيبون منا دما فبظلمهم نحن وشيعتنا فلا بقيا لهم (3).
وفي البحار عن المناقب، عن الثعلبي في نزهة القلوب، روى عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: أشخصني هشام بن عبد الملك فدخلت عليه وبنو أمية حوله، فقال لي: أدن يا ترابي، فقلت: من التراب خلقنا وإليه نصير، فلم يزل يدنيني حتى أجلسني معه، ثم قال: أنت أبو جعفر الذي يقتل بني أمية؟
فقلت: لا.
قال: فمن ذاك؟
فقلت: ابن عمي أبو العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس، فنظر إلى وقال: والله ما جربت عليك كذبا، ثم قال: ومتى ذاك؟
قلت: عن سنوات والله ما هي ببعيدة - الخبر.
وفيه أيضا عن جابر الجعفي مرفوعا: لا يزال سلطان بني أمية حتى يسقط حائط مسجدنا هذا يعني مسجد الجعفي فكان كما أخبر (4).
وفي روضة الكافي بسنده إلى زرارة قال: كان أبو جعفر (عليه السلام) في المسجد الحرام، فذكر بني أمية ودولتهم وقال له بعض أصحابه: إنما نرجو أن تكون