موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (ع) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج ١١ - الصفحة ١٠١
والمحصل أنه لما كان أصل الواقعة ثابتا بنقول صحيحة، فلا يعد ثم مجال لمثل هذه الإشكالات. ولا ريب أن الحادثة بأساسها غير عادية ولها خصوصية؛ ومن ثم كذا تكون ملابساتها ومعطياتها. يضاف إلى ذلك أنه يمكن النظر إلى مثل هذه الأحكام والإيرادات على أنها اجتهاد في مقابل النص؛ فعندما يريد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يجري الأمر على هذا المنوال، فمعنى ذلك أن هناك فائدة ترجى، وعندئذ كيف يجوز مواجهة هذا النص والاستنباط بأن ليس هناك فائدة تتوخى منه!
5 - التغير في نظام الوجود طروء التغير على نظام الأفلاك هو لازمة الإيمان بهذه الواقعة، وهذا مما لا يمكن القبول به. هذا هو الإشكال الخامس.
ذكرنا في بداية التحليل أن الحادثة قد تكون أحيانا فوق أن تنتظمها الأطر التحليلية العقلانية العادية، ومن ثم يكفي في إثبات هذه الحوادث عدم استحالتها وتعارضها مع النصوص الثابتة.
ومما لا ريب فيه أن وقوع مثل هذه الحادثة - التي كان لها مثال قطعي في التاريخ - هو ليس محالا عقلا حتى تعد خارج دائرة القدرة الإلهية. على هذا الأساس لا يمنع من الإيمان بها كأمر " على خلاف العادة " بيد أنه يتوائم مع العلل والعوامل الموجودة في الوجود، وينسجم مع القدرة الإلهية، علاوة على أنه قد وقع فعلا على عهد يوشع كما سلفت الإشارة إليه.
6 - تعارض النقول وتنافيها لقد رأينا كثرة النصوص التي تتوفر على نقل الواقعة. ولما كانت النقول
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست