بعده (1).
5839 - أسد الغابة عن غرفة الأزدي: دخلني شك من شأن علي، فخرجت معه على شاطئ الفرات، فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله، فقال بيده: هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم، بأبي من لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلا الله.
فلما قتل الحسين خرجت حتى اتيت المكان الذي قتلوه فيه، فإذا هو كما قال، ما أخطأ شيئا. قال: فاستغفرت الله مما كان مني من الشك، وعلمت أن عليا (رضي الله عنه) لم يقدم إلا بما عهد إليه فيه (2).
5840 - الطبقات الكبرى عن أبي عبيد الضبي: دخلنا على أبي هرثم الضبي حين أقبل من صفين - وهو مع علي - وهو جالس على دكان (3)، وله امرأة يقال لها:
جرداء، هي أشد حبا لعلي وأشد لقوله تصديقا. فجاءت شاة فبعرت، فقال: لقد ذكرني بعر هذه الشاة حديثا لعلي.
قالوا: وما علم علي بهذا؟
قال: أقبلنا مرجعنا من صفين فنزلنا كربلاء، فصلى بنا علي صلاة الفجر بين شجرات ودوحات حرمل، ثم أخذ كفا من بعر الغزلان فشمه، ثم قال: أوه، أوه، يقتل بهذا الغائط (4) قوم يدخلون الجنة بغير حساب.