أثم دم عثمان، ليكون لهما بذلك الحجة في مناوأته - فكان مقتل عثمان الذي اشتهر عمرو بالتأليب عليه مصدر سياسة عمرو والتزامه هذه الخطة: خطة المطالبة بدم عثمان.
ولكن الذي يعرف شدة دهاء عمرو لا يعجب لالتزامه هذه السياسة، لأن العمل مع معاوية أرجى للعافية، وأحرى أن يلبسه ملابس العز، وقد وجد من قتل عثمان مسوغا لأن تروج دعوى معاوية، فظاهر على أمره. والرجلان (عمرو ومعاوية) لا يعتقدان في علي أنه يريد في خلافته العمل بما يوجب المثوبة عند الله تعالى، وإنما يريد أن يحكم الأحقاد والميول، وقد أعانهما على على نفسه باستبطانه قتلة عثمان واتخاذهم أعوانا.