في ترجمة عامر بن فهيرة ان عامر بن الطفيل قتله، مع ذكره في ترجمة جبار انه هو ا لذي قتل ابن فهيرة والله أعلم.
وروى البيهقي عنه أنه قال لما طعنته: فزت ورب الكعبة، قلت في قلبي: ما معنى قوله:
(فزت) أليس قد قتلته؟ قال: فأتيت الضحاك بن سفيان الكلابي، فأخبرته بما كان وسألته عن قوله فزت، فقال بالجنة. فقلت ففاز لعمر الله. قال وعرض علي الاسلام فأسلمت و دعاني إلى الاسلام ما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علوا. وكتب الضحاك بن سفيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبره باسلامي وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(ان الملائكة وارت جثته وأنزل عليين) (1) قال البيهقي رحمه الله تعالى: يحتمل انه رفع ثم وضع ثم فقد بعد ذلك، ليجتمع مع رواية البخاري السابقة عن عروة، فان فيها ثم ضع، فقد رويناه في مغازي موسى بن عقبة في هذه القصة. قال فقال عروة لم يوجد جسد عامر، يروون ان الملائكة وارته. ثم رواه البيهقي عن عائشة موصولا بلفظ (لقد رأيته بعد ما قتل رفع إلى السماء حتى أني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض) (2) ولم يذكر فيها ثم وضع. قال الشيخ رحمه الله تعالى: فقويت الطرق وتعددت لمواراته في السماء.
وقال ابن سعد: أخبرنا الواقدي حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله تعالى عنهم: قالت: (رفع عامر بن فهيرة إلى السماء ثم لم توجد جثته يروون ان الملائكة وارته، ورواه ابن المبارك عن يونس عن ابن شهاب الزهري عن عروة.
ذكر اعلام الله تبارك وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بخبر أصحابه وما نزل في ذلك من القرآن ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم.
روى الشيخان والإمام أحمد والبيهقي عن أنس، والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنهم، والبخاري عن عروة أن ناسا جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة. فبعث إليهم سبعين رجلا من الأنصار يقال لها القراء، فتعرضوا لهم وقتلوهم قبل أن يبلغوا المكان. قالوا: (اللهم بلغ عنا نبينا - وفي لفظ اخواننا - انا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا) فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فقام ر سول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه فقال: (ان اخوانكم قد لقوا المشركين واقتطعوهم فلم يبق منهم أحد، وانهم قالوا: ربنا بلغ قومنا انا قد رضينا ورضي عنا وأنا رسولهم إليكم أنهم قد ر ضوا ورضي عنهم). قال أنس: فكنا نقرأ أن بلغوا قومنا عنا أن قد لقينا ربنا فرضي عنا وأر ضانا ثم نسخ بعد،