وعند محمد بن عمر عن جعفر بن عمر: وقالوا: غابوا خمس عشرة ليلة وجاءوا بمائتي بعير وألف شاة وسبوا سبيا كثيرا وجمعوا الغنائم فأخرجوا الخمس فعزلوه وعدل البعير بعشرين من الغنم.
وروى الإمام أحمد والشيخان وأبو داود عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية قبل نجد فخرجت فيها فغنمنا إبلا وغنما كثيرة فبلغت سهماننا اثني عشر بعيرا فنفلنا أميرنا بعيرا بعيرا كل انسان، ثم قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم علينا غنيمتنا فأصاب كل رجل منا اثنا عشر بعيرا بعد الخمس، وما حاسبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أعطانا صاحبنا ولا عاب عليه ما صنع. وفي رواية نفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعير ا بعيرا فكان لكل انسان ثلاثة عشر بعيرا (1).
قال عبد الله بن أبي حدرد: فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجئت برأس رفاعة أحمله معي فأعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم من تلك الإبل ثلاثة عشرة بعيرا فدخلت بزوجتي ورزقني الله خيرا كثيرا.
وروى محمد بن عمر عن عبد الله بن أبي حدرد قال: أصابنا في وجهنا أربع نسوة فيهن فتاة كأنها ظبي، بها من الحداثة والحلاوة شئ عجيب، وأطفال وجوار، فاقتسمنا السبي وصارت تلك الجارية الوضيئة لأبي قتادة فجاء محمية بن جزء الزبيدي فقال: يا رسول الله ان أبا قتادة قد أصاب في وجهه هذا جارية وضيئة، وقد كنت وعدتني جارية من أول فيئ يفئ الله به عليك. فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي قتادة. فقال: (هب لي الجارية). فقال: نعم يا رسول الله: فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إلى محمية بن جزء الزبيدي.
تنبيهان الأول: جعل في العيون سرية أبي قتادة إلى خضرة غير سرية عبد الله بن أبي حدرد التي سأل فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الإعانة على مهر امرأته. وجعلهما محمد بن عمر (سرية) واحدة.
الثاني: في بيان غريب ما سبق:
خضرة: بفتح الخاء وكسر الضاد المعجمتين: أرض لمحارب بنجد.
حدرد: بمهملات وزن جعفر.