صلى الله عليه وسلم يعلم غيره كيف يهل بالقران لا أنه يهل بهما عن نفسه والله أعلم.
قال: وقد روى ذلك عن غير أنس بن مالك وفى ثبوته نظر.
قلت: ولا يخفى ما في هذا الكلام من النظر الظاهر لمن تأمله، وربما أنه كان ترك هذا الكلام أولى منه، إذ فيه تطرق احتمال إلى حفظ الصحابي مع تواتره عنه، كما رأيت آنفا، وفتح هذا يفضى إلى محذور كبير. والله تعالى أعلم.
حديث البراء بن عازب في القران.
قال الحافظ أبو بكر البيهقي: أنبأنا أبو الحسين بن بشران، أنبأنا على بن محمد المصري، حدثنا أبو غسان مالك بن يحيى، حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب، قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر كلهن في ذي القعدة. فقالت عائشة: لقد علم أنه اعتمر أربع عمر بعمرته التي حج معها.
قال البيهقي: ليس هذا بمحفوظ. قلت: سيأتي بإسناد صحيح إلى عائشة نحوه.
رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال الحافظ أبو الحسن الدارقطني: أخبرنا أبو بكر بن أبي داود. ومحمد بن جعفر ابن رميس والقاسم بن إسماعيل أبو عبيد وعثمان بن جعفر اللبان وغيرهم، قالوا: حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا زيد بن الحباب، حدثنا سفيان الثوري، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: حج النبي صلى الله عليه وسلم ثلاث حجج، حجتين قبل أن يهاجر وحجة قرن معها عمرة.