ابن عمر: بيداؤكم هذه التي تكذبون فيها (1) على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أهل رسول الله [إلا] من عند المسجد.
وقد روى عن ابن عمر خلاف هذا، كما يأتي في الشق الآخر.
وهو ما أخرجاه في الصحيحين من طريق مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عبيد بن جريج، عن ابن عمر. فذكر حديثا فيه أن عبد الله قال: وأما الاهلال فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته.
* * * وقال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثني خصيف ابن عبد الرحمن الجزري، عن سعيد بن جبير، قال: قلت لعبد الله بن عباس:
يا أبا العباس، عجبا لاختلاف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إهلال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أوجب؟!
فقال: إني لاعلم الناس بذلك، إنما كانت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة واحدة، فمن هناك اختلفوا.
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا، فلما صلى في مسجده بذى الحليفة ركعتيه أوجب في مجلسه، فأهل بالحج حين فرغ من ركعتيه، فسمع ذلك منه قوم فحفظوا عنه، ثم ركب، فلما استقلت به ناقته أهل، وأدرك ذلك منه أقوام، وذلك أن الناس إنما كانوا يأتون أرسالا، فسمعوه حين استقلت به ناقته يهل، فقالوا: إنما أهل رسول الله حين استقلت به ناقته.
ثم مضى رسول الله، فلما علا شرف البيداء أهل، وأدرك ذلك منه أقوام فقالوا: