ابن خالد فغطى وجهه من الغبار فقال الرضا عليه السلام مساكين لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة ثم قال واعجب من هذا هارون وانا كهاتين وضم إصبعيه قال مسافر فوالله ما عرفت معنى حديثه حتى دفناه معه (فصل) وكان المأمون قد انفذ إلى جماعه من آل أبي طالب يحملهم إليه من المدينة وفيهم الرضا علي بن موسى عليه السلام فاخذ بهم على طريق البصرة حتى جاؤه بهم وكان المتولي لاشخاصهم المعروف بالجلودي فقدم بهم على المأمون فأنزلهم دارا وانزل الرضا علي بن موسى عليه السلام دارا وأكرمه وعظم امره ثم انفذ إليه اني أريد ان أخلع نفسي من الخلافة وأقلدك إياها فما رأيك فأنكر الرضا عليه السلام هذا الامر وقال أعيذك بالله يا أمير المؤمنين من هذا الكلام وان يسمع به أحد فرد عليه الرسالة فإذا أبيت ما عرضت عليك فلا بد من ولاية العهد من بعدي فأبى عليه الرضا عليه السلام اباءا شديدا فاستدعاه وخلا به ومعه الفضل بن سهل ذو الرياستين ليس في المجلس غيرهم وقال له اني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وافسخ ما في رقبتي واضعه في رقبتك فقال له الرضا عليه السلام الله الله يا أمير المؤمنين انه لا طاقه لي بذلك ولا قوة لي عليه فقال له فاني موليك العهد من بعدي فقال له اعفني يا أمير المؤمنين من ذلك فقال له المأمون كلاما فيه كالتهدد له على الامتناع عليه.
وقال في كلامه ان عمر بن الخطاب رضي الله عنه جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشرط فيمن خالف منهم ان تضرب عنقه ولا بد من قبولك ما أريده منك فاني لا أجد محيصا عنه فقال له الرضا عليه السلام فاني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على انني لا آمر ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا اعزل