يرزقني ابنا فكتب إلي إذا ولد لك فسمه محمدا قال فولد لي ابن فسميته محمدا قال وكان ليحيى بن زكريا حمل فكتب إليه ان لي حملا فادع الله ان يرزقني ابنا فكتب إليه رب ابنة خير من ابن فولدت له ابنة أيوب بن نوح قال كتبت إلى أبي الحسن قد تعرض لي جعفر بن عبد الواحد القاضي وكان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ما ينالني منه من الأذى فكتب إلي تكفى امره إلى شهرين فعزل عن الكوفة في شهرين واسترحت منه قال فتح بن يزيد الجرجاني قال ضمني وأبا الحسن الطريق حين منصرفي من مكة إلى خراسان وهو صائر إلى العراق فسمعته وهو يقول من اتقى الله يتقى ومن أطاع الله يطاع قال فتلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد علي السلام وأمرني بالجلوس وأول ما ابتداني به ان قال يا فتح من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوق ومن أسخط الخالق فأيقن ان يحل به الخالق سخط المخلوق وان الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه وإني يوصف الخالق الذي تعجز الحواس ان تدركه والأوهام ان تناله والخطرات ان تحده والابصار عن الإحاطة به جل عما يصفه الواصفون وتعالى عما ينعته الناعتون نأى في قربه وقرب في نأيه فهو في نأيه قريب وفي قربه بعيد كيف الكيف فلا يقال كيف وأين الأين فلا يقال أين إذ هو منقطع الكيفية والأينية هو الواحد الاحد الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد فجل جلاله أم كيف يوصف بكنهه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقد قرنه الجليل باسمه وشركه في عطائه وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته إذ يقول " وما نقموا الا ان أغناهم الله ورسوله من فضله " وقال يحكى قول من ترك طاعته وهو يعذبه بين اطباق نيرانها وسرابيل قطرانها " يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا " أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة
(١٧٩)