" الفصل الثالث في طرف من دلايله ومعجزاته عليه السلام وذكر الطبرسي رحمه الله في هذا الفصل ما ذكره المفيد رحمه الله وزاد فيه ما انا ذاكره عن أمية بن علي قال كنت بالمدينة وكنت اختلف إلى أبي جعفر وأبو الحسن بخراسان وكان أهل بيته وعمومه أبيه يأتونه ويسلمون عليه فدعا يوما بجارية فقال لها قولي لهم يتهيأون للمأتم فلما تفرقوا قالوا هلا سألناه مأتم من فلما كان من الغد فعل مثل ذلك فقالوا مأتم من قال خير من على ظهرها فأتانا خبر أبي الحسن بعد ذلك بأيام فإذا هو قد مات في ذلك اليوم.
قال محمد بن الفرج كتب إلى أبو جعفر احملوا إلى الخمس فاني لست آخذه منكم سوى عامي هذا فقبض عليه السلام في تلك السنة ذكر ان ذلك منقول من كتاب نوادر الحكمة.
الفصل الرابع في ذكر بعض مناقبه وفضايله عليه السلام كان عليه السلام قد بلغ في وقته من الفضل والعلم والحكم والآداب مع صغر سنه منزلة لم يساوه فيها أحد من ذوي الأسنان من السادات وغيرهم ولذلك كان المأمون مشغوفا به لما رأى من علو رتبته وعظيم منزلته في جميع الفضايل فزوجه ابنته أم الفضل وحملها معه إلى المدينة وكان متوفرا على اعظامه وتوقيره وتبجيله وذكر بعد هذا مناظرته بين يدي المأمون وسؤال يحيى بن أكثم له وأمورا ذكرتها آنفا وقال مضى عليه السلام إلى المدينة ولم يزل بها حتى أشخصه المعتصم إلى بغداد في أول سنة عشرين ومأتين فأقام بها حتى توفى في آخر ذي القعدة من السنة وقيل إنه مضى عليه السلام مسموما وخلف من الولد عليا ابنه الامام وموسى وفاطمة وأمامة ابنتيه ولم يخلف غيرهم " انتهى كلامه ".
قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى عفى الله عنه بمنه وكرمه الجواد عليه السلام في كل أحواله جواد وفيه يصدق قول اللغوي جواد من الجودة