كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٤٠
أما بعد: فقد علمتما انى لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتى أكرهوني وأنتما ممن أرادوا بيعتي وبايعوا ولم تبايعا لسلطان غالب، ولا لغرض حاضر فان كنتما بايعتماني طائعين فتوبا إلى الله عز وجل عما أنتما عليه، وإن كنتما بايعتا مكرهين فقد جعلتما السبيل عليكما بإظهاركما الطاعة واسراركما المعصية، وأنت يا زبير فارس قريش وأنت يا طلحة شيخ المهاجرين، ودفعكما هذا الامر قبل أن تدخلا فيه كان أوسع لكما من خروجكما منه بعد إقراركما به، وأما قولكما انى قتلت عثمان بن عفان، فبيني وبينكما من تخلف عنى وعنكما من أهل المدينة، ثم يلزم كل امرئ بقدر ما احتمل، وهؤلاء بنو عثمان - إن قتل مظلوما كما تقولان - أولياؤه وأنتما رجلان من المهاجرين وقد بايعتماني ونقضتما بيعتي، وأخرجتما أمكما من بيتها الذي أمرها الله أن تقر فيه، والله حسبكما والسلام.
وكتب علي عليه السلام إلى عايشة: أما بعد فإنك خرجت من بيتك عاصية لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وآله، تطلبين أمرا كان عنك موضوعا، ثم تزعمين انك تريدين الاصلاح بين الناس فخبريني ما للنساء وقود العساكر؟ وزعمت انك طالبة بدم عثمان، وعثمان رجل من بنى أمية وأنت امرأة من بنى تيم بن مرة ولعمري إن الذي عرضك للبلاء وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتله عثمان، وما غضبت حتى أغضبت ولا هجت حتى هيجت، فاتقى الله يا عايشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك سترك والسلام.
فجاء الجواب إليه عليه السلام: يا ابن أبي طالب جل الامر عن العتاب ولن ندخل في طاعتك أبدا فاقض ما أنت قاض والسلام، ثم تراءى الجمعان وتقاربا ورأى علي عليه السلام تصميم القوم على قتاله، فجمع أصحابه وخطبهم خطبة بليغة قال عليه السلام فيها: واعلموا أيها الناس انى قد تأنيت هؤلاء القوم وراقبتهم
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357