كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٤٤
الأرض والأشتر فوقه فكان ينادى: اقتلوني ومالكا فلم ينتبه أحد من أصحاب الجمل لذلك، ولو علموا انه الأشتر لقتلوه، ثم أفلت عبد الله من يده وهرب، فلما وضعت الحرب أوزارها ودخلت عايشة إلى البصرة ودخل عليها عمار بن ياسر ومعه الأشتر فقالت: من معك يا أبا اليقظان؟ فقال:
مالك الأشتر، فقالت: أنت فعلت بعبد الله ما فعلت؟ فقال: نعم فلو لا كوني شيخا كبيرا وطاويا لقتلته وأرحت المسلمين منه، قالت: أو ما سمعت قول النبي صلى الله عليه وآله: إن المسلم لا يقتل إلا عن كفر بعد إيمان، أو زنى بعد إحصان، أو قتل النفس التي حرم الله قتلها؟ فقال: يا أم المؤمنين على أحد الثلاثة قاتلناه ثم أنشد:
أعائش لولا أنني كنت طاويا ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا عشية يدعو والرماح تحوزه بأضعف صوت اقتلوني ومالكا فلم يعرفوه إذ دعاهم وعمه خدب عليه في العجاجة باركا فنجاه منى أكله وشبابه وأنى شيخ لم أكن متماسكا وعن زر أنه سمع عليا عليه السلام يقول: أنا فقأت عين الفتنة ولولا أنا ما قتل أهل النهروان وأهل الجمل، ولولا أنني أخشى أن تتركوا العمل لأنبأتكم بالذي قضى الله على لسان نبيكم صلى الله عليه وآله لمن قاتلهم مستبصرا ضلالهم، عارفا للهدى الذي نحن عليه.
وعلى هذا قيل حضر جماعة من قريش عند معاوية وعنده عدى بن حاتم وكان فيهم عبد الله بن الزبير فقالوا: يا أمير المؤمنين ذرنا نكلم عديا فقد زعموا ان عنده جوابا، فقال: إني أحذركموه فقالوا: لا عليك دعنا وإياه، فقال له ابن الزبير: يا أبا طريف متى فقأت عينك؟ قال: يوم فر أبوك وقتل شر قتلة وضربك الأشتر على استك فوقعت هاربا من الزحف وأنشد:
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357