وناشدتهم كيما يرجعوا ويرتدعوا فلم يفعلوا ولم يستجيبوا، وقد بعثوا إلى إن أبرز إلى الطعان وأثبت للجلاد وقد كنت وما أهدد بالحرب ولا أدعى إليها وقد أنصف القارة من راماها، منها فأنا أبو الحسن الذي فللت حدهم وفرقت جماعتهم، فبذلك القلب ألقى عدوى، وأنا على بينة من ربى لما وعدني من النصر والظفر، وإني لعلى غير شبهة من أمرى، ألا وان الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ومن لم يقتل يمت فان أفضل الموت القتل والذي نفس علي بيده لألف ضربة بالسيف أهون على من ميتة على الفراش.
ثم رفع يده إلى السماء وقال: اللهم ان طلحة بن عبيد الله أعطاني صفقة يمينه طائعا ثم نكث بيعتي، اللهم فعاجله ولا تمهله، وان زبير بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوى ونصب الحرب لي، وهو يعلم أنه ظالم (إلي) اللهم فاكفنيه كيف شئت.
ثم تقاربوا وتعبوا لابسي سلاحهم ودروعهم متأهبين للحرب كل ذلك وعلي عليه السلام بين الصفين عليه قميص ورداء، وعلى رأسه عمامة سوداء، وهو راكب على بغلة، فلما رأى أنه لم يبق إلا مصافحة الصفاح والمطاعنة بالرماح صاح بأعلى صوته أين الزبير بن العوام فليخرج إلي؟ فقال الناس:
يا أمير المؤمنين أتخرج إلى الزبير وأنت حاسر وهو مدجج في الحديد؟ فقال عليه السلام: ليس على منه بأس، ثم نادى ثانية: فخرج إليه ودنا منه حتى واقفه فقال له علي عليه السلام: يا أبا عبد الله ما حملك على ما صنعت؟ فقال: الطلب بدم عثمان، فقال عليه السلام: أنت وأصحابك قتلتموه، فيجب عليك أن تقيد من نفسك ولكن أنشدك الله الذي لا إله إلا هو الذي أنزل الفرقان على نبيه محمد صلى الله عليه وآله أما تذكر يوما قال لك رسول الله صلى الله عليه وآله: يا زبير أتحب عليا؟ فقلت: وما يمنعني من حبه وهو ابن خالي فقال لك: أما أنك فستخرج عليه يوما وأنت