كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٣٧
أمرى ما استدبرت ما سقت الهدي، ثم أمر فنودي من لم يسق هديا فليحل وليجعلها عمرة، ومن ساق هديا فليقم على إحرامه، فأطاع بعض وخالف بعض وجرت بينهم خطوب، وقال بعضهم: رسول الله أشعث أغبر ونلبس الثياب ونقرب النساء وندهن؟ وقال بعضهم: أما تستحون أن تخرجوا ورؤوسكم تقطر من الغسل ورسول الله على إحرامه؟ فأنكر علي من خالف وقال: لولا أنني سقت الهدي لأحللت وجعلتها عمرة فمن لم يسق فليحل، فرجع قوم وأقام آخرون فقال لبعض من أقام: هلا أحللت ولم تسق هديا؟
فقال: والله لا أحللت وأنت محرم، فقال له: انك لن تؤمن بها حتى تموت فلذلك أقام على إنكار متعة الحج وصرح بتحريمها ونهى عنها.
قلت: لو نقب أحد مسند أحمد بن حنبل لوجد فيه أحاديث كثيرة تقتضي الامر بها، والحث عليها، والإشارة بذكرها ولعلها تزيد على خمسين موضعا أو أكثر.
ولما قضى رسول الله (ص) نسكه شرك عليا في هديه وقفل إلى المدينة معه فانتهى إلى غدير خم، فنزل حين لا موضع نزول لعدم الماء والمرعى، ونزل المسلمون معه، وكان سبب نزوله انه أمر بنصب أمير المؤمنين خليفة في الأمة من بعده، وتقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت، فأخره إلى وقت يأمن فيه الاختلاف وعلم أنه ان تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم، فأراد الله أن يجمعهم لسماع النص وتأكيد الحجة فأنزل الله تعالى:
(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) يعنى في استخلاف علي والنص عليه بالإمامة (وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس).
فأكد الفرض عليه بذلك وخوفه من تأخير الامر وضمن له العصمة
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357