كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٣٦
(فصل): وتلا وفد نجران انفاذ النبي (ص) عليا عليه السلام إلى اليمن ليخمس زكواتها ويقبض ما تقرر على أهل نجران، فتوجه وقام بما توجه له مسارعا إلى طاعة رسول الله صلى الله عليه وآله ثم أراد رسول الله صلى الله عليه وآله الحج فأذن في الناس به وبلغت دعوته إليه أقاصي بلاد الاسلام، فتجهز الناس للخروج، وكاتب أمير المؤمنين بالتوجه إلى الحج من اليمن، ولم يذكر له نوع الحج الذي عزم عليه، وخرج صلى الله عليه وآله قارنا للحج بسياق الهدى، وأحرم من ذي الحليفة وأحرم الناس معه، ولبى من عند الميل الذي بالبيداء، فاتصل ما بين الحرمين بالتلبية، فلما قارب النبي صلى الله عليه وآله مكة من جهة المدينة قاربها علي عليه السلام من جهة اليمن بعسكره، وتقدمهم للقاء رسول الله صلى الله عليه وآله فأدركه وقد أشرف على مكة، فسلم عليه وخبره بما صنع، وقبض ما قبض، فسر به وابتهج بلقائه، فقال:
بما أهللت يا علي؟ فقال: يا رسول الله انك لم تكتب إلى باهلالك، ولا عرفته فعقدت نيتي بنيتك، وقلت: اللهم إهلالا كاهلال نبيك وسقت أربعا وثلاثين بدنة، فقال: الله أكبر قد سقت انا ستا وستين وأنت شريكي في حجى ومناسكي وهديي، فأقم على إحرامك وعد إلى جيشك وعجل بهم إلى حتى نجتمع بمكة، فعاد فلقى أصحابه عن قرب وقد لبسوا الحلل التي معهم، فأنكر على الذي استخلفه فاستعادها ووضعها في الأعدال فاطعنوا ذلك عليه وكثرت شكايتهم منه حين دخلوا مكة فامر رسول الله مناديه فنادى: ارفعوا ألسنتكم عن علي بن أبي طالب فإنه خشن في ذات الله غير مداهن في دينه، فكفوا عن ذكره وعرفوا مكانه منه وسخطه على من رام الغميزة فيه.
وخرج مع النبي (ص) جماعة بغير سياق هدي، فأنزل الله (وأتموا الحج والعمرة لله) فقال رسول الله (ص): دخلت العمرة في الحج - وشبك إحدى أصابع يديه بالأخرى - إلى يوم القيامة، ثم قال: لو استقبلت من
(٢٣٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 231 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357