اما وأبى يا ابن الزبير لو انني لقيتك يوم الزحف ما رمت لي سخطا وكان أبى في طي وأبو أبى صحيحين لم تنزع عروقهما القبطا ولو رمت شتمي عند عدل قضاؤه لرمت به يا ابن الزبير مدى شحطا فقال معاوية قد كنت حذرتكموه فأبيتم، الحديث ذو شجون.
وندمت عايشة على ما وقع منها، وكانت لا تذكر يوم الجمل إلا أظهرت أسفا وأبدت ندما وبكت.
ونقلت من ربيع الأبرار للزمخشري قال جميع بن عمير دخلت على عايشة فقلت: من كان أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقالت فاطمة صلوات الله عليها قلت لها إنما أسألك عن الرجال؟ قالت: زوجها وما يمنعه فوالله انه كان لصواما قواما، ولقد سالت نفس رسول الله صلى الله عليه وآله في يده فردها إلى فيه قلت: فما حملك على ما كان؟ فأرسلت خمارها على وجهها وبكت وقالت:
أمر قضى على.
وروى أنه قيل لها قبل موتها: أندفنك عند رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقالت لا انى أحدثت بعده، والحال في حرب أصحاب الجمل معروفة تحتمل الإطالة فاقتصرت منها على هذا القدر.
وكانت حروبه صلى الله عليه وآله مشكلة على من لم يؤت نور البصيرة، فقعد عنه قوم وشك فيه آخرون، وما فيهم إلا من عرف أن الحق معه وندم على التخلف عنه، وكيف لا يكون الحق معه والصواب فيما رواه والرشد فيما أتاه، وأدعية النبي صلى الله عليه وآله قد سبقت له، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق مع علي كيف دار، وإذا كان دعاء النبي (مستجابا لزم أن ولى علي ولى الله، وأولياؤه مؤمنون، وعدو علي عدو الله، وأعداؤه كافرون، وان ناصره منصور وخاذله مخذول، وان الحق