كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٥١
وهي أبيات مشهورة ولما سمع أمير المؤمنين بقتلهما جزع جزعا شديدا ودعا على بسر فقال: اللهم أسلبه دينه وعقله، فأصابه ذلك وفقد عقله، وكان يهدى بالسيف ويطلبه فيؤتى بسيف من خشب، وجعل بين يديه زق منفوخ فلا يزال يضربه فلم يزل كذلك حتى مات.
ولما استقر الامر لمعاوية دخل عليه عبيد الله بن العباس وعنده بسر ابن أرطاة فقال: وددت أن الأرض أنبتتني عندك حين قتلت ولدى، فقال بسر: هاك سيفي فأهوى عبيد الله يتناوله فأخذه معاوية وقال لبسر: أخزاك الله شيخا قد خرفت والله لو تمكن منه لبدا بي، قال عبيد الله: أجل ثم ثنيت به.
وقيل إن مسير بسر إلى الحجاز كان سنة اثنتين وأربعين.
رجع الحديث فلما سمع بسر عليا يدعو معاوية إلى البراز ومعاوية يمتنع قال: قد عزمت على مبارزة علي فلعلي أقتله، فأذهب في العرب بشهرته وشاور غلاما يقال له لاحق، فقال: ان كنت واثقا من نفسك فافعل، وإلا فلا تبرز إليه، فإنه والله الشجاع المطرق:
فأنت له يا بسر ان كنت مثله وإلا فان الليث للضبع آكل متى تلقه فالموت في رأس رمحه وفي سيفه شغل لنفسك شاغل فقال: ويحك هل هو إلا الموت؟ ولا بد من لقاء الله على كل الأحوال اما بموت أو قتل، ثم خرج بسر إلى علي عليه السلام وهو ساكت بحيث لا يعرفه علي عليه السلام لحالة كانت صدرت منه، فلما نزل إليه علي عليه السلام حمل عليه فسقط بسر عن فرسه على قفاه ورفع رجليه وكشف عن سوأته فصرف علي وجهه عنه ووثب بسر قائما وسقط المغفر عن رأسه فصاح أصحاب علي: يا أمير المؤمنين انه بسر بن أرطاة! فقال عليه السلام: ذروه
(٢٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357