كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٨٨
وبايعه يومئذ ثمانية على الموت ثلاثة من المهاجرين وخمسة من الأنصار، علي عليه السلام، والزبير وطلحة وأبو دجانة، والحارث بن الصمة، وحباب بن المنذر، وعاصم ابن ثابت، وسهل بن حنيف فلم يقتل منهم أحد.
وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته، قال: فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله فقلت: يا رسول الله ان تحتي امرأة شابة جميلة أحبها وتحبني وأنا أخشى أن تقذر مكان عيني فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله فردها فأبصرت وعادت كما كانت لم تؤلمه ساعة من ليل أو نهار، فكان يقول: بعد أن أسن هي أقوى عيني، وكانت أحسنهما.
وباشر النبي القتال بنفسه ورمى حتى فنيت نبله، وأصاب شفته ورباعيته عتبة بن أبي وقاص، ووقع صلى الله عليه وآله في حفرة وضربه ابن قميئة فلم يصنع سيفه شيئا إلا وهن الضربة بثقل السيف، وانتهض وطلحة يحمله من ورائه وعلى آخذ بيده حتى استوى قائما.
وعن أبي بشير المازني قال: حضرت يوم أحد وأنا غلام فرأيت ابن قميئة علا رسول الله بالسيف فوقع على ركبتيه في حفرة أمامه حتى توارى، فجعلت أصيح وأنا غلام حتى رأيت الناس ثابوا إليه، ويقال: الذي شجه في جبهته ابن شهاب، والذي أشظى رباعيته وأدمى شفته عتبة بن أبي وقاص، والذي دمى وجنتيه حتى غاب الحلق في وجنته ابن قميئة، وسال الدم من جبهته حتى اخضلت لحيته، وكان سالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله؟ فأنزل الله:
(ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم) الآية.
وذكر أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي حازم عن سهل بأي شئ دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: كان علي يجئ بالماء في ترسه، وفاطمة تغسل
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357