وبايعه يومئذ ثمانية على الموت ثلاثة من المهاجرين وخمسة من الأنصار، علي عليه السلام، والزبير وطلحة وأبو دجانة، والحارث بن الصمة، وحباب بن المنذر، وعاصم ابن ثابت، وسهل بن حنيف فلم يقتل منهم أحد.
وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان حتى وقعت على وجنته، قال: فجئت إلى النبي صلى الله عليه وآله فقلت: يا رسول الله ان تحتي امرأة شابة جميلة أحبها وتحبني وأنا أخشى أن تقذر مكان عيني فأخذها رسول الله صلى الله عليه وآله فردها فأبصرت وعادت كما كانت لم تؤلمه ساعة من ليل أو نهار، فكان يقول: بعد أن أسن هي أقوى عيني، وكانت أحسنهما.
وباشر النبي القتال بنفسه ورمى حتى فنيت نبله، وأصاب شفته ورباعيته عتبة بن أبي وقاص، ووقع صلى الله عليه وآله في حفرة وضربه ابن قميئة فلم يصنع سيفه شيئا إلا وهن الضربة بثقل السيف، وانتهض وطلحة يحمله من ورائه وعلى آخذ بيده حتى استوى قائما.
وعن أبي بشير المازني قال: حضرت يوم أحد وأنا غلام فرأيت ابن قميئة علا رسول الله بالسيف فوقع على ركبتيه في حفرة أمامه حتى توارى، فجعلت أصيح وأنا غلام حتى رأيت الناس ثابوا إليه، ويقال: الذي شجه في جبهته ابن شهاب، والذي أشظى رباعيته وأدمى شفته عتبة بن أبي وقاص، والذي دمى وجنتيه حتى غاب الحلق في وجنته ابن قميئة، وسال الدم من جبهته حتى اخضلت لحيته، وكان سالم مولى أبى حذيفة يغسل الدم عن وجهه وهو يقول: كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله؟ فأنزل الله:
(ليس لك من الامر شئ أو يتوب عليهم) الآية.
وذكر أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي حازم عن سهل بأي شئ دووي جرح رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال: كان علي يجئ بالماء في ترسه، وفاطمة تغسل