كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٩٩
ثم بعد أن قتل عمرو أرسل الله على قريش الريح وعلى غطفان، واضطربوا واختلفوا هم واليهود فولوا راجعين، فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا، فكان هذا الفتح بإقدام علي عليه السلام وثباته وقتل هذا الطاغية وابنه بمنازلته وثباته حتى ولى الجمع الكثيف المتزاحم، وانجلى ذاك القتام المتراكم وتفرق المشركون عباديد بعد الالتئام متبددين بعد الانتظام، وإذا أردت أن تعرف مكان منازلة علي لعمرو ومحل عمرو من النجدة والبسالة، فانظر إلى منع النبي صلى الله عليه وآله عليا عليه السلام من مبارزته حتى أذن له في الثالثة وحسن طاعة علي وسكوته مرة بعد مرة، مع شدة حرصه على الجهاد ومعرفته بما أعده الله فيه من الاجر وميله إلى الذب عن رسول الله صلى الله عليه وآله وقوة باعثه على الشجاعة التي ينطوي عليها وفي بعض هذه الدواعي ما تحف له حصاة الحليم، وتدخل به الشبهة على الحكيم، ولكنه صلى الله عليه وآله الجبل الراسخ، والطود الشامخ، الذي لا تزعزعه العواصف، ولا تقلقله الرواجف وهو واقف عند أمر رسول الله صلى الله عليه وآله عنه يصدر وعنه يرد، وبه يأخذ وعليه يعتمد.
ثم لما ذهب أبو سفيان بقريش خابيا ورجع إلى وجاره بجمعه هاربا، قصد رسول الله (ص) بني قريظة لموافقتهم الأحزاب، ومظاهرتهم قريش وأولئك الأوشاب، وسلم رايته إلى علي عليه السلام وتبعه الناس وجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وفتح الله حصونهم، وأزال مصونهم وأباح أبكارهم وعونهم، وأنزلهم الله كما قص من صياصيهم ومكنه من دانيهم وقاصيهم، وقذف الرعب في قلوبهم مطيعهم وعاصيهم، وعمهم القتل والأسئار، واستولى عليهم في الدنيا القتل والأسر، ولهم في الأخرى النار، وأورث الله المؤمنين أرضهم وديارهم وأطفأ نور الاسلام نارهم، وأقرهم على الجزية وسلب قرارهم، قال المفيد رحمه الله:
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357