قال ابن إسحاق: فزعم لي محمد بن سعيد بن المسيب أنه أشار برأسه وقد أصمت: أن هكذا فابكينني.
قال ابن هشام: [و] المسيب: ابن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم.
قال ابن إسحاق: وقال حذيفة بن غانم أخو بنى عدى بن كعب بن لؤي، يبكى عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ويذكر فضله وفضل قصي على قريش، وفضل ولده من بعده عليهم، وذلك أنه أخذ بغرم أربعة آلاف درهم بمكة، فوقف بها فمر به أبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب فافتكه:
أعيني جودا بالدموع على الصدر * ولا تسأما أسقيتما سبل القطر وجودا بدمع واسفحا كل شارق * بكاء امرئ لم يشوه نائب الدهر [وسحا وجما واسجما ما بقيتما * على ذي حياء من قريش وذي ستر] على رجل جلد القوى ذي حفيظة * جميل المحيا غير نكس ولا هدر على الماجد البهلول ذي الباع والندى * ربيع لؤي في القحوط وفى العسر على خير حاف من معد وناعل * كريم المساعي طيب الخيم والنجر وخيرهم أصلا وفرعا ومعدنا * وأحظاهم بالمكرمات وبالذكر وأولاهم بالمجد والحلم والنهى * وبالفضل عند المجحفات من الغبر على شيبة الحمد الذي كان وجهه * يضئ سواد الليل كالقمر البدر وساقى الحجيج ثم للخير هاشم * وعبد مناف ذلك السيد الفهري طوى زمزما عند المقام فأصبحت * سقايته فخرا على كل ذي فخر ليبك عليه كل عان بكربة * وآل قصي من مقل وذي وفر بنوه سراة كهلهم وشبابهم * تفلق عنهم بيضة الطائر الصقر قصي الذي عادى كنانة كلها * ورابط بيت الله في العسر واليسر