محققين، ولم يعلم أن أحدا من البصريين أخذ عن أهل الكوفة إلا أبو زيد الأنصاري، على أن الشعر كان في الكوفة أكثر وأجمع منه في البصرة، ولكن كثيرا منه مصنوع.
وقد نبغ بعد فوز الكسائي جماعة كبيرة من أهل الكوفة، لأن انتصاره على سيبويه كان انتصارا لبلده، واشتهر جماعة منهم في بغداد: كالفراء، وابن الأعرابي، وهشام بن معاوية الضرير، وابن السكيت، وإليك فيما يلي أسماء طائفة من النحاة الذي نبغوا في الكوفة وألفوا في النحو وغيره، معتمدين في ذكرهم على ما أورده أبو بكر محمد الزبيدي الأشبيلي المتوفى سنة 379 في كتابه طبقات اللغويين والنحاة في المشرق والأندلس من زمن أبي الأسود إلى قرب زمنه، وما أورده جلال الدين السيوطي في بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة.
1 - أبو الأسود الدؤلي، ظالم بن عمر بن ظالم، أول من أسس النحو، تلقاه من الإمام علي (عليه السلام)، وكان من سادات التابعين، ومن أصحابه (عليه السلام)، وشهد معه صفين، ولي قضاء البصرة، وهو أول من نقط المصحف، توفي سنة 67 بالطاعون الجارف (1).
2 - أبو جعفر الرواسي، اسمه محمد بن الحسن ابن أبي سارة، أستاذ الكوفيين في النحو، وهو أول من وضع من الكوفيين كتابا في النحو، وكان أستاذ الكسائي توفي نحو سنة 190 (2).
3 - معاذ بن مسلم، الهراء، كان يبيع الهروي من الثياب، وكان أستاذ الكسائي توفي سنة 187 (3).
4 - أبو الحسن، علي بن حمزة، المعروف بالكسائي، مولى بني أسد، إمام الكوفيين في النحو واللغة، وأحد القراء السبعة المشهورين، وسمي الكسائي لأنه أحرم في كساء دخل الكوفة وهو غلام، وكان مؤدب ولد الرشيد العباسي، توفي بالري سنة 189 (4).