بسم الله الرحمن الرحيم:
هذا كتاب من خالد بن الوليد لصلوبا بن بصبهري ومنزله بشاطئ الفرات، أنك آمن بأمان الله على حقن دمك في إعطاء الجزية عن نفسك وجيرتك وأهل قريتك بانقيا وسميا على ألف درهم جزية، وقد قبلنا منك ورضي من معي من المسلمين بذلك، فلك ذمة الله وذمة النبي محمد (صلى الله عليه وآله) وذمة المسلمين، على ذلك شهد هشام ابن الوليد وجرير بن عبد الله بن أبي عوف وسعيد بن عمرو، وكتب سنة 13 والسلام.
ويروى ذلك: أنه كان سنة 12 (1).
البداة: بفتح الدال، طسوج من سواد الكوفة.
برثة: بالفتح، موضع بنواحي الكوفة، له ذكر في الأخبار (2).
البردان: بالراء والدال المهملتين، بالكوفة، وكان منزل وبرة بن رومانس، وقال هشام: هو وبرة الأصغر بن رومانس بن معقل بن محاسن بن عمرو بن عبد ود بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة أخو النعمان بن المنذر لأمه، فمات ودفن بهذا الموضع، فلذلك يقول مكحول بن حرثة يرثيه:
إلا يا عين جودي باندفاق * على مردي قضاعة بالعراق فما الدنيا بباقية لحي * ولا حي على الدنيا بباق لقد تركوا على البردان قبرا * وهموا للتفرق بانطلاق (3).
بقيقا: من قرى الكوفة، كانت بها وقعة الخوارج، وكان مصعب قد استخلف على الكوفة الحرث بن عبد الله بن أبي ربيعة القباع، فبلغه أن قطري بن الفجاءة سار إلى المدائن فخرج إلى القباع فكان مسيره من الكوفة إلى باجوا شهرا، وقال عند ذلك بعض الشعراء:
سار بنا القباع سيرا ملسا * بين بقيقا وبديقا خمسا قال: وفيما بينهما نحو ميلين، وقال أيضا: