فينجو؛ وأما [أهل] خوارزم فمن اختفى من التتر غرفة الماء أو قتله الهدم فأصبحت خرابا يبابا:
(كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر) وهذا لم يسمع بمثله في قديم الزمان وحديثه نعوذ بالله من الخور بعد الكور ومن الخذلان بعد النصر فلقد عمت هذه المصيبة الإسلام وأهله فكم من قتيل من أهل خراسان وغيرها، لأن القاصدين من التجار وغيرهم كانوا كثيرا مضى الجميع تحت السيف.
ولما فرغوا من خراسان وخوارزم عادوا إلى ملكهم بالطالقان.
ذكر ملك التتر غزنة وبلاد الغور لما فرغ التتر من خرسان وعادوا إلى ملكهم جيشا كثيفا وسيره إلى غزنة وبها جلال الدين بن خوارزمشاه مالكا لها وقد اجتمع إليه من سلم من عسكر أبيه قيل كانوا ستين ألفا فلما وصلوا إلى اعمال غزنة خرج إليهم المسلمون مع ابن خوارزمشاه إلى موضع يقال له بلق فالتقوا هناك واقتتلوا قتالا شديدا وبقوا كذلك ثلاثة أيام ثم أنزل الله نصره إلى المسلمين فانهزم التتر وقتلهم المسلمون كيف شاؤوا ومن سلم منهم عاد إلى ملكهم بالطالقان فلما سمع أهل هراة بذلك ثاروا بالوالي