فلما سمع به الترمش سار اليه في عساكره كلها فلقيه عند مدينة سمانا فاقتتلوا فانهزم الدز وعسكره واخذ وقتل.
وكان الدز محمود السيرة في ولايته كثير العدل والاحسان الر الرعية لا سيما التجار والغرباء ومن محاسن اعماله انه كان له أولاد ولهم معلم يعلمهم فضرب المعلم أحدهم فمات فأحضره الدز وقال له يا مسكين ما حملك على هذا فقال والله ما أردت إلا تأديبه فاتفق ان مات. فقال: صدقت وأعطاه نفقة وقال له تغيب فان أمه لا تقدر على الصبر فربما أهلكتك لا أقدر أمنع عنك فلما سمعت أم الصبي بموته طلبت الأستاذ لتقتله فلم تجده فسلم وكان هذا من أحسن ما يحكى عن أحد من الناس.
ذكر عدة حوادث في هذه السنة توفي الوجيه المبارك بن أبي الأزهر سعيد بن الدهان الواسطي النحوي الضرير كان نحريرا فاضلا قرأ على الكمال بن الأنباري وعلى غيره وكان حنبليا فصار حنفيا ثم صار شافعيا فقال فيه أبو البركات بن زيد التكريتي:
(ألا مبلغا عني الوجيه رسالة * وإن كان لا تجدي لديه الرسائل) (تمذهبت للنعمان بعد ابن حنبل * وفارقته إذ غورتك المآكل) (وما اخترت رأي الشافعي تدينا * ولكنما تهوى الذي هو حاصل) (وعما قليل أنت لا شك صائر * إلى مالك فافطن لما أنا قائل)