ولا هربوا من بين أيديهم فلما ملك الكرج المدينة وضعوا السيف في أهلها وفعلوا من القتل والنهب ما فعل بهم التتر.
هذا جميعه يجري وصاحب بلاد أذربيجان أوزبك بن البهلوان بمدينة تبريز ولا يتحرك في صلاح ولا يتجه لخير بل قد قنع بالأكل وادمان الشرب والفساد فقبحه الله ويسر للمسلمين من يقوم بنصرهم وحفظ بلادهم بمحمد وآله.
ذكر ملك بدر الدين قلعة شوش في هذه السنة ملك بدر الدين صاحب الموصل قلعة شوش من اعمال الحميدية وبينها وبين الموصل اثنا عشر فرسخا.
وسبب ذلك انها كانت هي وقلعة العقر متجاورتين لعماد الدين زنكي بن أرسلان شاه وكان بينهما من الخلف ما تقدم ذكره.
فلما كان هذه السنة سار زنكي إلى آذربيجان ليخدم صاحبها أوزبك بن البهلوان فاتصل به وصار معه واقطعه إقطاعات وأقام عنده فسار بدر الدين إلى قلعة شوش فحاصرها وضيق عليها وهي على رأس جبل عال فطال مقامه عليها لحصانتها فعاد إلى الموصل وترك عسكره محاصرا