ومعه الخلع ليطمئن ويأتيه وهو غير محتاط ولا مستعد للامتناع منه فلما وصل الرسول علم ان ذلك مكيدة عليه لما يعرفه من عادته فأخذ ما يعز عليه وصعد إلى قلعة منيعة فتحصن بها وجعل من يثق اليه من أصحابه في الحصون يمتنعون بها وأرسل إلى جلال الدين يقول إنني أنا العبد والمملوك ولما سمعت بمسيرك إلى هذه البلاد أخليتها لك لأنها بلادك ولو علمت انك تبقى علي لحضرت بابك ولكني أخاف وهذا جميعه والرسول يحلف له ان جلال الدين بتفليس وهو لا يلتفت إلى قوله فعاد الرسول فعلم جلال الدين انه لا يمكنه أخذ ما بيده من الحصون لأنه يحتاج [أن] يحصرها مدة طويلة فوقف بالقرب من أصفهان وارسل اليه الخلع وأقره على ولايته فبينما الرسل تتردد إذ وصل رسول من وزير جلال الدين اليه من تفليس يعرفه ان عسكر الملك الأشرف الذي بخلاط قد هزموا بعض عسكره وأوقعوا بهم ويحثه على العود إلى تفليس فعاد إليها مسرعا.
ذكر الحرب بين عسكر الأشرف وعسكر جلال الدين لما سار جلال الدين إلى كرمان ترك بمدينة تفليس عسكرا مع وزيره شرف الملك فقلت عليهم الميرة فساروا إلى اعمال أرزن الروم فوصلوا إليها ونهبوها وسبوا النساء وأخذوا من الغنائم شيئا كثيرا لا يحصى وعادوا فكان طريقهم على أطراف ولاية خلاط فسمع النائب من الأشرف