أخذوها من التجار بحالها في الشذوات لم تحل هذا سوى ما كانوا قد حلوه وفصلوا فلما فرغ عاد إلى تبريز.
ذكر الصلح بين المعظم والأشرف نبتدئ بذكر سبب الاختلاف فنقول لما توفي الملك العادل أبو بكر بن أيوب اتفق أولاده الملوك بعده اتفاقا حسنا وهم الملك الكامل محمد صاحب مصر والملك المعظم عيسى صاحب دمشق والبيت المقدس وما يجاورها من البلاد والملك الأشرف موسى وهو صاحب ديار الجزيرة وخلاط واجتمعت كلمتهم على دفع الفرنج عن الديار المصرية.
ولما رحل الكامل عن دمياط لما كان الفرنج يحصرونها صادقة أخوه المعظم من الغد وقويت نفسه وثبت قدمه ولولا ذلك لكان الأمر عظيما وقد ذكرنا ذلك مفصلا ثم إنه عاد من مصر وسار إلى أخيه ببلاد الجزيرة مرتين يستنجده على الفرنج ويحثه على مساعدة أخيه الكامل ولم يزل به حتى أخذه وسار إلى مصر وأزالوا الفرنج عن الديار المصرية كما ذكرناه قبل فكان اتفاقهم سببا لحفظ بلاد الإسلام وسر الناس أجمعون بذلك.
فلما فارق الفرنج مصر وعاد كل من الملوك أولاد العادل إلى بلده بقوا كذلك يسيرا ثم سار الأشرف إلى أخيه الكامل بمصر فاجتاز بأخيه المعظم بدمشق فلم يستصحبه معه وأطال المقام بمصر فلا شك أن المعظم سار إلى مدينة حماة وحصرها فأرسل إليه أخواه من مصر ورحلاه عنها كارها فازداد نفورا وقيل إنه نقل إليه عنهما أنهما اتفقا عليه والله أعلم بذلك.