علينا فقتلوهم أجمعين وأمر باحصاء القتلى فكانوا نحو سبعمائة الف قتيل فإنا لله وإنا اليه راجعون مما جرى على المسلمين ذلك اليوم.
ثم ساروا إلى نيسابور فحصروها خمسة أيام وبها جمع صالح من العسكر الإسلامي فلم يكن لهم بالتتر قوة فملكوا المدينة وأخرجوا أهلها إلى الصحراء فقتلوهم وسبوا حريمهم وعاقبوا من اتهموه بمال كما فعلوا بمرو وأقاموا خمسة عشر يوما يخربون ويفتشون المنازل عن الأموال.
وكانوا لما قتلوا أهل مرو قيل لهم ان قتلاهم سلم منهم كثير ونجوا إلى بلاد الإسلام فأمروا بأهل نيسابور ان تقطع رؤوسهم لئلا يسلم من القتل أحد فلما فرغوا من ذلك سيروا طائفة منهم إلى طوس ففعلوا بها كذلك أيضا وخربوها وخربوا المشهد الذي فيه الامام علي بن موسى الرضا ع والرشيد حتى جعلوا الجميع خرابا.
ثم ساروا إلى هراة، وهي من أحصن البلاد فحصروها عشرة أيام فملكوها وأمنوا أهلها وقتلوا منهم البعض وجعلوا عند من سلم منهم شحنة وساروا إلى غزنة فلقيهم جلال الدين ابن خوارزم شاه فقاتلهم وهزمهم على ما نذكره إن شاء الله فوثب أهل هراة على الشحنة فقتلوه فلما عاد المنهزمون إليهم دخلوا البلد قهرا وعنوة وقتلوا كل من فيه ونهبوا الأموال وسبوا الحريم ونهبوا السواد وخربوا المدينة جميعها وأحرقوها وعادوا إلى ملكهم جنكزخان وهو بالطالقان يرسل السرايا إلى جميع بلاد خراسان،