بلادهم وخربوها وفعلوا بها ما هو عادتهم فلما وصل المنهزمون إلى تفليس وبها ملكهم جمع جموعا أخرى وسيرهم إلى التتر أيضا ليمنعوهم من توسط بلادهم فرأوا التتر وقد دخلوا البلاد لم يمنعهم جبل ولا مضيق ولا غير ذلك فلما رأوا فعلهم عادوا إلى تفليس فأخلوا البلاد ففعل التتر فيها ما أرادوا من النهب والقتل والتخريب ورأوا بلادا كثيرة المضايق والدربندات فلم يتجاسروا على الوغول فيها فعادوا عنها.
وداخل الكرج منهم خوف عظيم حتى سمعت عن بعض أكابر الكرج وكان قدم رسولا انه قال من حدثكم ان التتر انهزموا وأسروا فلا تصدقوه وإذا حدثتم انهم قتلوا فصدقوا فإن القوم لا يفرون أبدا ولقد أخذنا أسيرا منهم فألقى نفسه من الدابة وضرب رأسه بالحجر إلى ان مات ولم يسلم نفسه للأسرة.
ذكر وصولهم إلى دربند شروان وما فعلوه لما عاد التتر من بلد الكرج قصدوا دربند شروان فحصروا مدينة شماخي وقاتلوا أهلها فصبروا على الحصر ثم ان التتر صعدوا سورها بالسلاليم وقيل بل جمعوا كثيرا من الجمال والبقر والغنم وغير ذلك ومن قتلى الناس منهم وممن قتل من غيرهم والقوا بعضه فوق بعض فصار مثل الغل وصعدوا عليه فأشرفوا على المدينة وقاتلوا أهلها فصبروا واشتد القتال ثلاثة أيام فأشرفوا على أن يؤخذوا فقالوا السيف لا بد منه فالصبر أولى بنا نموت كراما.