وراءتل حصن نينوى فأقام ثلاثة أيام.
فلما رأى اجتماع العسكر البدري بالموصل وأنهم لم يفقد منهم إلا اليسير وبلغه الخبر ان بدر الدين يريد العبور إليه ليلا بالفارس والراجل على الجسور وفي السفن ويكبسه فرحل ليلا من غير أن يضرب كأسا أو بقوا وعادوا نحو أربل فلما عبروا الزاب نزلوا ثم جاءت الرسل وسعوا في الصلح فاصطلحوا على أن كل من بيده شيء هو له وتقررت العهود والأيمان على ذلك.
ذكر ملك عماد الدين قلعة كواشى وملك بدر الدين تل يعفر وملك الملك الأشرف سنجار كواشى هذه من أحصن قلاع الموصل وأعلاها وأمنعها وكان الجند الذين بها لما رأوا ما فعل أهل العمادي وغيرها من التسليم إلى زنكي وانهم قد تحكموا في القلاع لا يقدر أحد على الحكم عليهم أحبوا ان يكونوا كذلك فأخرجوا نواب بدر الدين عنهم وامتنعوا بها وكانت رهائنهم بالموصل وهم يظهرون طاعة بدر الدين ويبطنون المخالفة فترددت الرسل في عودهم إلى الطاعة فلم يفعلوا وراسلوا زنكي في المجيء إليهم وتسلم القلعة وأقام عندهم فروسل مظفر الدين يذكر بالايمان القريبة العهد ويطلب منه إعادة كواشى فلم تقع الإجابة إلى ذلك حينئذ بدر الدين إلى الملك الأشرف وهو بحلب يستنجده فسار وعبر الفرات إلى حران واختلفت عليه الأمور من عدة جهات منعته من سرعة السير.