يوازي القلعة فاجتمع من بها وفتحوا بابها وخرجوا منها وحملوا حملة رجل واحد فسلم الخيالة منهم ونجوا وسلكوا تلك الجبال والشعاب.
واما الرجالة فقتلوا ودخل التتر القلعة وسبوا النساء والأطفال ونهبوا الأموال والأمتعة.
ثم إن جنكزخان جمع أهل البلاد التي أعطاهم الأمان ببلخ وغيرها وسيرهم مع بعض أولاده إلى مدينة مرو فدخلوا إليها وقد اجتمع بها من الأعراب والأتراك وغيرهم ممن نجا من المسلمين ما يزيد على مائتي ألف رجل وهم معسكرون بظاهر مرو وهم عازمون على لقاء التتر ويحدثون نفوسهم بالغلبة لهم والاستيلاء عليهم فلما وصل التتر إليهم التقوا واقتتلوا فصبر المسلمون وأما التتر فلا يعرفون الهزيمة حتى ان بعضهم أسر فقال وهو عند المسلمين إن قيل إن التتر يقتلون فصدقوا وإن قيل إنهم ينهزمون فلا تصدقوا.
فلما رأى المسلمون صبر التتر واقدامهم ولوا منهزمين فقتل التتر منهم وأسروا الكثير ولم يسلم إلا القليل ونهبت أموالهم وسلاحهم ودوابهم، وأرسل التتر إلى ما حولهم من البلاد يجمعون الرجال لحصار مرو فلما اجتمع لهم ما أرادوا تقدموا إلى مرو وحصروها وجدوا في حصرها ولازموا القتال.