المسلمين وأتاه المدد من عكا وبرزوا إلى ظاهر المدينة واعترض المسلمين وحده وحمل عليهم فلم يتقدم إليه أحد فوقف بين الصفين واستدعى طعاما من المسلمين ونزل أكل فأمر صلاح الدين عسكره بالحملة عليهم وبالجد في قتالهم فتقدم إليه بعض أمرائه يعرف بالجناح وهو أخو المشطوب بن علي ابن أحمد الهكاري فقال له يا صلاح الدين قل لمماليكك الذين اخذوا أمس الغنيمة وضربوا الناس بالحماقات، [أن] يتقدموا فيقاتلوا إذا كان القتال فنحن وإذا كانت الغنيمة فلهم فغضب صلاح الدين من كلامه وعاد عن الفرنج.
وكان رحمه الله حليما كريما [كثير العفو عند] المقدرة ونزل في خيامه وأقام حتى اجتمعت العساكر وجاء إليه ابنه الأفضل وأخوه العادل وعساكر الشرق فدخل بهم إلى الرملة لينظر ما يكون منه ومن الفرنج فلزم الفرنج يافا ولم يبرحوا منها.
ذكر الهدنة مع الفرنج وعود صلاح الدين إلى دمشق في العشرين من شعبان من هذه السنة عقدت [الهدنة] بين المسلمين والفرنج هدنة لمدة ثلاث سنين وثمانية اشهر أولها هذا التاريخ وافق أول أيلول وسبب الصلح أن ملك إنلكتار لما رأى اجتماع العساكر وانه لا يمكنه مفارقة ساحل البحر وليس بالساحل للمسلمين بلد يطمع فيه قد طالت غيبته عن بلاده،