ثم إن جلال الدين وعمه عباسا سارا في بعض العسكر إلى باميان وبقي علاء الدين بغزنة فأساء وزيره عماد الملك السيرة مع الأجناد والرعية ونهب أموال الأتراك حتى أنهم باعوا أمهات أولادهم وهن يبكين ويصرخن ولا يلتفت إليهن.
ذكر عود الدز إلى غزنة لما سار جلال الدين عن غزنة وأقام بها أخوه علاء الدين جمع الدز ومن معه من الأتراك عسكرا كثيرا وعادوا إلى غزنة فوصلوا إلى كلوا فملكوها وقتلوا جماعة من الغورية ووصل المنهزمون إلى كرمان فسار الدز إليهم وجعل على مقدمته مملوكا كبيرا من مماليك شهاب الدين اسمه أي دكز التتر في ألفي فارس من الخلج والأتراك والغز والغورية وغيرهم.
وكان بكرمان عسكر لعلاء الدين مع أمير يقال له ابن المؤيد ومعه جماعة من الأمراء منهم أبو علي بن سليمان بن سيسر وهو وأبوه من أعيان الغورية وكانا مشتغلين باللعب واللهو والشرب لا يفتران من ذلك فقيل لهما إن عسكر الأتراك قد قربوا منكم فلم يلتفتا إلى ذلك ولا تركا ما كانا عليه فهجم عليهم أي دكز التتر ومن معه من الأتراك فلم يمهلهم يركبون خيولهم فقتلوا عن آخرهم منهم من قتل في المعركة ومنهم من قتل صبرا ولم ينج إلا من تركه الأتراك عمدا.
ولما وصل الدز فرأى أمراء الغورية كلهم قتلى قال كل هؤلاء قاتلونا؟