منه وله حصن من امنع الحصون اسمه كماخ وفيه مستحفظ لداود شاه فأرسل اليه ملك الروم يحصره فلم يقدر العسكر على القرب منه لعلوه وارتفاعه وامتناعه فتهدد داود شاه ان لم يسلم كماخ فأرسل إلى نائبه في التسليم فسلم القلعة إلى كيقباذ.
وأراد كيقباذ المسير إلى أرزن الروم ليأخذها وبها صاحبها ابن عمه طغرل شاه بن قلج أرسلان فلما سمع صاحبها بذلك أرسل إلى الأمير حسام الدين علي النائب عن الملك الأشرف بخلاط يستنجده واظهر طاعة الأشرف فسار حسام الدين فيمن عنده من العساكر وكان قد جمعها من الشام وديار الجزيرة خوفا من ملك الروم خافوا انه إذا ملك أرزن الروم يتعدى أو يقصد خلاط فسار الحاجب حسام الدين إلى أرزن الروم ومنع عنها.
ولما سمع كيقباذ بوصول العساكر إليها لم يقدر على قصدها فسار من أرزنبكان إلى بلاده وكان قد أتاه الخبر ان الروم الكفار المجاورين لبلاده قد ملكوا منه حصنا يسمى صنوب وهو من أحصن القلاع مطل على البحر بحر الخزر فلما وصل إلى بلاده سير العسكر اليه وحصره برا وبحرا فاستعاده من الروم وسار إلى أنطاكية ليشتي بها على عادته.
ذكر خروج الملك الكامل في هذه السنة في شوال سار الملك الكامل محمد بن الملك العادل صاحب مصر إلى الشام فوصل إلى البيت المقدس حرسه الله تعالى وجعله دار السلام أبدا ثم سار عنه وولى بمدينة نابلس وشحن على تلك البلاد