بسم الله الرحمن الرحيم 584 ثم دخلت سنة أربع وثمانين وخمسمائة ذكر حصر صلاح الدين كوكب في هذه السنة في المحرم انحسر الشتاء فسار صلاح الدين من عكا فيمن تخلف عنده من العسكر إلى قلعة كوكب فحصرها ونازلها ظنا منه أن ملكها سهلا وأخذها عجلا وهو في قلة من العسكر متيسر فلما رآها عالية منيعة [أدرك أن] الوصول إليها متعذر، وكان عنده منها ومن صفد والكرك المقيم المقعد لأن البلاد الساحلية من عكا إلى جهة الجنوب كانت قد ملك جميعها ما عدا هذه الحصون وكان يختار أن لا يبقى في وسطها ما يشغل قلبه ويقسم همه ويحتاج إلى حفظه ولئلا ينال الرعايا والمجتازين منهم الضرر العظيم.
فلما حصر كوكب ورآها منيعة يبطئ ملكها وأخذها رحل عنها،