وسلم، خندق خندقة لما الله أعلم به، وان خندقه لم يحسن القتال رجالة ولم توجه لنا الخيل بين الأزقة وان الذين تخندق دونهم هم الذين يحول الخندق دونهم فقال أحد بني شجاع خندق خندق رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتد به وتريد أنت أن تدع أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم لرأيك قال انه والله يا ابن شجاع ما شيء أثقل عليك وعلى أصحابك من لقائهم وما شيء أحب إلينا من مناجزتهم فقال محمد إنما اتبعنا في الخندق أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يردني أحد عنه فليست بتاركه وأمر به فحفر وبدأ هو فحفر بنفسه الخندق الذي حفره رسول الله صلى الله عليه وسلم للأحزاب.
وسار عيسى حتى نزل الأعوص وكان محمد قد جمع الناس وأخذ عليهم الميثاق وحصرهم فلا يخرجون وخطبهم محمد بن عبد الله فقال لهم إن عدو الله عدوكم قد نزل الأعوص وإن أحق الناس بالقيام بهذا الأمر لأبناء المهاجرين والأنصار ألا وإنا قد جمعناكم وأخذنا عليكم الميثاق وعدوكم عدد كثير والنصر من الله والأمر بيده وأنه قد بدا لي أن آذن لكم فمن أحب منكم أن يقيم أقام ومن أحب أن يظعن ظعن.
فخرج عالم كثير وخرج ناس من أهل المدينة بذراريهم وأهليهم إلى الأعراض والجبال وبقي محمد في شرذمة يسيرة فأمر أبا القلمي برد من قدر عليه فأعجزه كثير منهم، فتركهم.
وكان المنصور قد أرسل ابن الأصم مع عيسى ينزله المنازل فلما قدموا أنزلوا على ميل من المدينة فقال ابن الأصم إن الخيل لا عمل لها مع الرجالة،