توجهوا من خراسان يريدون مكة سنة أربع وعشرين ومائة فلما دخلوا الكوفة أتوا عاصم بن يونس العجلي وهو في الحبس قد اتهم بالدعاء إلى ولد العباس ومعه عيسى وإدريس ابنا معقل العجليان وهذا إدريس هو جد أبي دلف العجلي وكان حبسهما يوسف بن عمر مع من حبس من عمال خالد القسري ومعهما أبو مسلم يخدمهما قد اتصل بهما فرأوا فيه العلامات فقالوا: لمن هذا الفتى فقالا: غلام معنا من السراجين يخدمنا وكان أبو مسلم يسمع عيسى وإدريس يتكلمان في هذا الرأي فإذا سمعهما بكى فلما رأوا ذلك منه دعوه إلى رأيهم فأجاب وقيل إنه من أهل ضياع بني معقل العجلية بأصبهان أو غيرها من الجبل وكان اسمه إبراهيم ويلقب حيكان وإنما سماه عبد الرحمن وكناه أبا مسلم إبراهيم الامام وكان مع أبي موسى السراج صاحبه يخرز الأعنة ويعمل السروج وله [معرفة] بصناعة الادم والسروج فكان يحملها إلى أصبهان والجبال والجزيرة والموصل ونصيبين وآمد وغيرها يتجر فيها.
وكان عاصم بن يونس العجلي وإدريس وعيسى ابنا معقل محبوسين فكان أبو مسلم يخدمهم في الحبس بتلك العلامة فقدم سليمان بن كثير ولاهز وقحطبة الكوفة فدخلوا على عاصم فرأوا أبا مسلم عنده فأعجبهم فأخذوه وكتب أبو موسى السراج معه كتابا إلى إبراهيم الامام فلقوه بمكة فأخذ أبا مسلم فكان يخدمه.
ثم إن هؤلاء النقباء قدموا على إبراهيم الإمام مرة أخرى يطلبون رجلا